يكتبها /فتحي الذاري
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
تاريخ طويل من الصراع والمعاناة يجسد معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لسياسات عدائية تحمل في طياتها دلالات واضحة لإرهاب التجويع والتهجير القسري والتدمير الشامل لكافة مقومات الحياة.
يعيش سكان غزة تحت حصار صارم يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف حياتهم اليومية من خلال تقييد وصول الغذاء والدواء والمياه النقية. هذا الإرهابي النفسي يُظهر مدى فجور السياسات الإسرائيلية، حيث إن التجويع لا يؤدي فقط إلى تدهور الصحة البدنية، بل يُسهم أيضًا في تآكل الروح المعنوية للفلسطينيين. إن مصادرة الحريات وحرمانهم من حقوقهم الأساسية هو شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي تحظره القوانين الدولية.
تُستخدم سياسة التهجير القسري كآلية للتطهير العرقي، حيث يتم قصف المنازل وتهجير السكان، مما يؤدي إلى اندثار المجتمعات وتفكيك الأواصر العائلية والاجتماعية. يواجه الكثيرون مصير النزوح، يتنقلون بين المخيمات والمناطق الأكثر أماناً مع فقدان الأمل في العودة إلى وطنهم. إن هذا التهجير لا يسلب الفلسطينيين من ممتلكاتهم فحسب، بل يقضي أيضًا على ثقافتهم وهويتهم.
لقد أدت السياسات العدوانية إلى تدمير شامل للبنية التحتية في غزة، مما أثر سلباً على التعليم، والصحة، والاقتصاد. إن تدمير المدارس والمستشفيات خلق فرصة لتزايد الأمراض والجهل بين الأجيال المتعاقبة. إن الحرمان من الحقوق الأساسية يُشكل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان، ويجب على المجتمع الدولي التدخل بوضع حد لهذه الانتهاكات.
تتباين مواقف القوى الكبرى، حيث تُظهر التحالفات الأمريكية والغربية نفاقًا واضحًا في سياسة دعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي إن المصالح البراغماتية تُسهم في دعم الاحتلال، بينما تغض الطرف عن المخاوف الإنسانية. يظهر ذلك من خلال استمرار تقديم الدعم العسكري والمالي لكيان الاحتلال الإسرائيلي مما يمنحها القدرة على تنفيذ سياساتها العدائية دون رادع.
في المقابل، نجد أن الأنظمة العربية والإسلامية تتسم بالصمت أو الخضوع، رغم المآسي الإنسانية المتكررة هذا الصمت يُعزز من موقف الاحتلال ويزيد من معاناة المدنيين. يجب على هذه الأنظمة أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني بفعالية، بدلاً من الاكتفاء ببيانات الشجب والتنديد.
تمثل رسالة غزة النازفة دماً نداءً إنسانياً لجميع علماء الأمة والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم. تأتي هذه الرسالة لترسم صورة توضح أن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع إقليمي، بل هو مظهر من مظاهر التحدي ضد الظلم والاحتلال. إن علماء الأمة، بأصواتهم وحركتهم، هم حمَلَة الأمانة الذين يتحملون مسؤولية نصرة الحق يجب أن يتخذ الجميع موقفًا واضحًا في دعم غزة، وعدم خذلان الأقصى والأمة. يُعتبر هذا نداءً للأخلاق والإنسانية، حيث إن تاريخ الشعوب يُكتَب بالأفعال لا بالأقوال، ويتطلب ذلك التضامن والدعم لكل ما يسهم في إعادة الأمل للفلسطينيين.
تتواجد غزة اليوم كساحة لاختبار الإنسانية، حيث تُؤكد معاناة أهلها التحديات الكبرى التي تواجه العالم. إن الوقت قد حان للتحدث بوضوح عن العدوان والإرهاب الممارس ضد الانسانية في غزة. وكما قال أحد المفكرين، "إن صمت الأبرار هو خيانة." لذا، دعونا نرفع أصواتنا ونكون جميعًا عونًا لغزة، مؤكدين بأن الحق لا يموت، وأن النضال من أجل العدالة هو الطريق الوحيد نحو التحرير.